الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية يخاطب خبراء دوليين في صناعة الطيران العالمية في لندن


الخميس, 18 تشرين الأول 2012

دعى السيد أكبر الباكر، الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية، الحكومة البريطانية لمعالجة مشكلة ضيق السعة في مطار لندن هيثرو التي قال أنه من الضروري حلها لتفادي حدوث كارثة اقتصادية في البلاد. 

وتحدث الباكر بصراحة تامة عن أهمية افتتاح مدرج ثالث في مطار لندن هيثرو الذي يعد أكثر مطارات البلاد حيوية ليتمكن من الصمود أمام المطارات الأوروبية المنافسة. وتقوم الحكومة البريطانية حالياً بمراجعة المشاكل التي يواجهها المطار الواقع في جنوب شرق إنجلترا. 

وجاءت تعليقات الباكر ضمن خطاب ألقاه أمام أكثر من 250 خبير في صناعة الطيران ووسائل الإعلام العالمية خلال اجتماع نادي الطيران الذي عقد في لندن، المملكة المتحدة.

وقال الباكر في خطابه أن افتتاح مدرج ثالث في المطار "ليس خياراً، بل ضرورة" للتغلب على مشكلة ضيق السعة التي يواجهها المطار في الوقت الراهن. 

وأشار الباكر إلى أن مطار هيثرو بدأ يخسر مكانته أمام منافسيه من المطارات الأوروبية الأخرى التي لديها الموارد اللازمة للتوسع وزيادة سعتها. هذا العجز في رفع سعة المطار سيتسبب دون شك بمزيد من الصعوبات الاقتصادية نتيجة فقدان الوظائف وخسارة الأعمال التجارية، لا يمكن للحكومة البريطانية تحمل أي استجوابات أو تحقيقات عامة في مثل هذه الأمور. وأضاف أن عدم الاستثمار في صناعة الطيران التي يزداد فيها الطلب باستمرار يعتبر خطأً فادحاً. 

وقال الباكر أن القيود الثنائية تشكل حد أمام مخططات التوسع "ليس فقط في المملكة المتحدة، فعلى الحكومات حول العالم الاستيقاظ ومواجهة واقع قطاع الأعمال اليوم. من الضروري فتح الأجواء لإعطاء المسافرين خيارات أوسع."

"تمكنت الخطوط الجوية القطرية من رفع معدل رحلاتها إلى خمس رحلات يومية بين لندن هيثرو والدوحة، ولكننا نرى بأن الطلب المتزياد على هذا الخط يتطلب منا رفع الوتيرة إلى أكثر من ذلك."

"مع استعدادنا للانتقال إلى مطارنا الجديد العالم المقبل، ستتوفر فرص هائلة أمامنا، ولكي نتمكن من الاستفادة من هذه الفرص أكبر قدر ممكن، نحن بحاجة إلى تسيير مزيد من الرحلات من وإلى وجهات مثل لندن لتلبية طلب المسافرين."

"يعكس تسييرنا أولى طائراتنا من طراز بوينج 787 دريملاينر على خط لندن هيثرو خلال أسابيع مدى ثقتنا بعملياتنا في المملكة المتحدة. على الحكومة أن تدرك أهمية السماح لشركات الطيران بالتوسع والحفاظ على عملياتها في مطار لندن هيثرو وإلا ستضطر هذه الشركات لتحويل عملياتها إلى مطارات أخرى."

كما أكد الباكر خلال خطابه على أهمية شركات الطيران الخليجية وأثرها الديناميكي على صناعة الطيران العالمية من خلال خدماتها المتميّزة واستراتيجياتها الواضحة.

وقال الباكر إن التطورات الأخيرة مثل انضمام الخطوط الجوية القطرية مؤخراً إلى اتحاد ون ورلد والشراكة التي عقدت بين طيران الإمارات وطيران كوانتس الأسترالي وكذلك بين طيران الاتحاد وطيران إير فرانس كي إل إم، هي دليل على أن صناعة الطيران بدأت بالانتباه لمدى أهمية شركات الطيران الخليجية. 

"أصبح العالم يدرك الآن أن شركات الطيران الخليجية باقية، فقد نجحنا في تأسيس مقار قوية للطيران في الدوحة ودبي وأبوظبي."

وأشار الباكر إلى أن الاتحادات في أوروبا باتت الآن تسيطر على شركات الطيران بحيث أصبحت تملي عليها ما يجب أن تقوم به لتتمكن من الصمود. ونتيجة لذلك، أُجبرت شركات الطيران على خفض السعة والتراجع في مخططاتها التوسعية وتقليص وظائفها وخفض مستوى خدماتها وهو عكس ما تقوم به شركات الطيران الخليجية. 

ودعى الباكر شركات الطيران التي بدأ أداؤها بالتدهور للتركيز على نفسها وعلى عملائها بدلاً من التذمر. 

ورداً على ما تقوله شركات الطيران الأوروبية، قال الباكر "يقول النقاد أن أموال البترول التي تتمتع بها منطقة الخليج تستخدم في دعم توسعاتنا. تدرك حكوماتنا الإمكانيات الهائلة التي تقدمها صناعة الطيران لدعم النمو الاقتصادي ولذلك تقوم بالاستثمار جزئياً أو بالكامل في رأس المال. وإذا كنا سنُسأل عن دعم حكوماتنا لنا، فيحق لنا نحن أيضاً التساؤل عن الدعم الذي تلقته شركات الطيران الأوروبية طيلة العقود الماضية في شكل معونات."

وردد الباكر أن على شركات الطيران وضع تقلب الأوضاع في السوق في الاعتبار وقال "كنت قد توقعت تدهور الاقتصاد العالمي عندما بدأت مشكلة الركود الاقتصادي تلوح في الأفق، وقد زاد الربيع العربي والأوضاع الاقتصادية في وسط وجنوب أوروبا الأمر سوءً."

"ولكن كوني شخصاً متفائلاً، أقوم دوماً بالبحث عن الحلول مهما كانت المشكلة. وقد قامت الخطوط الجوية القطرية باستغلال الفرص المتوفرة أمامها أفضل استغلال في هذه الأوقات العصيبة وتمكنت من تأسيس مكانة مرموقة لها في صناعة الطيران العالمية، وسنمضي قدماً في استراتيجيتنا التوسعية بلا هوادة."

وتطرق الباكر إلى مسألة الشفافية في التمويل المالي والإجراءات التي تتبعها منظمة النقل الجوي الدولي "أياتا" من المفترض أنها تمثل مصالح معظم شركات الطيران حول العالم. وقال الباكر أن القيادة الجديدة للمنظمة ستعمل على إعادة هيكلتها إلى الأفضل. 

وقد تم هذا العام التصويت للباكر ليكون عضواً ضمن مجلس محافظي الاتحاد الدولي للنقل الجوي "أياتا" وذلك بناء على تصويت رؤساء تنفيذيين لشركات الطيران الأعضاء الأخرى مما رفع حجم تمثيل شركات الطيران الشرق الأوسطية ضمن مجلس "أياتا" المؤلف من عشرة أعضاء. 

واستطرد الباكر في حديثه قائلاً "أنا سعيد جداً أن منظمة أياتا تحت قيادة توني تايلر بدأت تتفهم مخاوفي وقامت بالعمل على زيادة الشفافية في إجراءاتها ورفع حجم تمثيل شركات الطيران الشرق الأوسطية ضمن مجلسها."